القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة 3 معتمرات وقعن في فخ «العمرة المزيفة» شاهد(التفاصيل)

ضحايا العمرة المزيفة

في مُنتصف إبريل الماضي، علَت الزغاريد وأصوات غناء السيّدات بشوارع الزقازيق، فيما استعدت سيدات مُسنات للذهاب في رحلة عمرة «مجانية»، وهم: «فايقة»، ٦٣ سنة، «نبوية»، ٦٠ سنة، و«صباح»،٧٠ سنة، فقبل 3 أشهر من ذلك التاريخ، تلّقوا عرضًا «من السماء»، إذ قال لهم أحد الأشخاص، إنه يمكنهم الذهاب في رحلة عمرة مجانية، قدمها لهم «أهل الله»، فوافقت السيدات دون تردُد، لكن الرياح لا تسير دائمًا كما تشتهي السفن، إذ قًبض على السيدات الثلاثة بتهمة «حيازة المخدرات»، تحديدًا «أقراص كبتاجون المُخدرة»
بعد 7 أشهر من الاحتجاز، وصلت المعتمرات الثلاثة إلى مطار القاهرة، الأحد، لكن ماذا حدث لهم؟

حقيبةٌ واحدة

«كنت فرحانة»، بمجرّد علم الحاجة صباح عطية، 70 سنة، أنها ستذهب إلى السعودية لأداء فريضة العمرة، قامت بتجهيز حقيبتها الوحيدة، التي لم تكُن تملك غيرها، وضعت بها بعض الملابس، كما تقول لـ«المصري اليوم»: «أنا ست كبيرة ومقدرش أشيل غير شنطة واحدة»، استقلت «صباح» برفقة باقي السيدات الطائرة المتوجهة إلى الأراضي الحجازية، كحال أي معتمر، لم تعلم حينها ما يخفيه لهُم القدر.

«ركبنا ميكروباص وتوجهنا إلى صالة الوصول حتى يستلم كل منا حقيبته»، هكذا تروي «صباح» تفاصيل ما حدث، وأضافت: «انتظرنا استلام الحقائب، استعديت لأداء ركعتي الصبح، وبعد أن استلمت كل سيدة حقيبتها الخاصة، جلسن في أحد أركان الصالة، وفوجئنا بالعاملين بالمطار يخبروننا بأن هناك حقائب أخرى خاصة بنا، ومدوّن عليها أسمائنا، فاندهشنا من الأمر وقلن إننا لا نملك سوى تلك الحقيبة».

وأضافت: «بتفتيش حقائبنا، لم يتم العثور على شئ سوى بعض المأكولات والمعلبات والملابس الخاصة بنا، وبتفتيش الحقائب الأخري عُثر بها على عقاقير مخدرة».

3 أشهر

«أقراص كبتاجون المُخدرة»، هكذا امتلأت حقائب المعتمرات الثلاثة بالحبوب المخدرة، دون معرفتهن، كما تقول «صباح»: «كنا لا نعلم أن المندوب المرافق لنا من مصر، والذي أخذ جوازات سفرنا، أنه سيدوّن البيانات الخاصة بنا على تلك الحقائب التي زج بها المواد المخدرة دون علمنا، حسبنا الله ونعم الوكيل فيه».

وأضافت: «وبعد القبض، تم اصطحابنا من مكتب لآخر، رغم المشقة والتعب الكبير الذي كنا نعانيه من السفر، وتوجهنا إلى أحد الفنادق بمكة لإمكانية الوصول للمندوب الذي كان يرافقنا، لكن بلا فائدة».

وتابعت: «وفى الصباح الباكر، تم اصطحابنا إلى الحجز، أخذت جميع متعلقاتنا وهواتفنا المحمولة، وكان يتم معاملتنا باهتمام وعناية شديدة قرابة 3 أشهر قضينها بالحجز، حتى تم الإفراج عنا، وكان في استقبالنا المستشار ياسر علوان، مسؤول السفارة المصرية بالسعودية، وتم اصطحابنا بعد ذلك إلى الفندق وقضينا قرابة ثلاثة أشهر أخرى فيه لحين إنهاء الإجراءات، لافتة إلى أن المستشار ياسر علوان رافقهم الجمعة الماضي وساعدهم لأداء فريضة العمرة، حتى سمحت لهم السلطات السعودية بالمغادرة وعودتهم سالمين إلى أسرهم».

إخلاء سبيل

كانت الأجهزة الأمنية بالشرقية، تلقت بلاغا قيد تحت رقم 1727 إداري قسم أول الزقازيق؛ من أسر 3 سيدات، يتهمون فيه 3 أشخاص وهم «محمد. الـ»، حاصل على ليسانس حقوق و«إسلام. ن» عامل، و«مسلم. م» حلاق، بخداع ذويهم، وهم «فايقة. ع. ع» ٦٣ سنة، و«نبوية» ع. ع «٦٠ سنة، و» صباح. ع. م «٧٠ سنة»، بمنحهن رحلات عمرة مجانية مقدمة من أحد الأشخاص، وبعد تقديم الأوراق اللازمة، حصلن على التأشيرات المخصصة للعمرة.

وأفاد الأسر في البلاغ، بأنه قبل توديع ذويهم لصعود الطائرة متجهين إلى الأراضي الحجازية، زج المتهمين حقائب تحوي أقراص مخدرة، في حقائب تابعة للمعتمرات بطريق الخداع، ما دعا السلطات السعودية التحفظ على المعتمرات. وبتقنين الإجراءات، تم ضبط المتهمين بناء على أمر الضبط والإحضار الصادرمن النيابة العامة، وباستجوابهم قررت النيابة حبسهم على ذمة التحقيقات.

يُذكر أن السلطات السعودية أخلت سبيل 4 معتمرين مصريين متهمين بحيازة مواد مخدرة، في يوليو الماضي، وأعلنت القنصلية المصرية في جدة استلام المعتمرين المقبوض عليهم بتاريخ 18 أبريل الماضي، وهم 3 سيدات ورجل، بتهمة حيازة حبوب الكبتاجون المخدرة حال وصولهم إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي لأداء مناسك العمرة، ولم يتم السماح لهم بالنزول إلى أرض الوطن إلا السبت الماضي بعد انتهاء كافة التحقيقات وبراءتهم من التهم التي كانت منسوبة إليهم، وإحالة المتهمين الأصليين في الواقعة والذين تم ضبطهم لجهات التحقيق.

وكان أسر المعتمرات الثلاثة وهن: صباح عطية إسماعيل موسي 70 عامًا، فايقة عبدالعزيز عبدالمعبود 63 عامًا، ونبوية عبدالعزيز عبدالسلام 60 عامًا، قد توجهوا إلى مطار القاهرة لاستقبالهن، وفور خروجهم من المطار استقبولهم بالزغاريد والرقص على أنغام الطبل البلدي والمزمار وسط فرحة عارمة وصفت حالة السعادة التي غمرتهم بعد غياب طال عدة أشهر.

من جانبهن قدمن المعتمرات الشكر للسيد «ياسر علوان»، السكرتير القانوني بالقنصلية في المملكة لجهوده المبذولة طوال تلك الفترة، التي قضينها في الأراضي الحجازية حتى تم الإفراج عنهن بعد ثبوت براءتهن، وأدائهن العمرة والعودة لأسرهن سالمين، كما تقدمن بالشكر للدولة المصرية، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزارة الخارجية المصرية، والسفير حازم رمضان، القنصل العام المصري في جدة، وجميع المسئولين الذين تابعوا القضية منذ بدايتها حتى أفرج عنهن، على ما بذلوه من اهتمام بالغ ساهم في عودتهن سالمات إلى أرض الوطن.
reaction:

تعليقات